الناشر موقع "ميدل ايست اونلاين" - في 4-7-2006
منطق غريب، وتناقض في السلوك، ولكنه ليس الأول من نوعه، فهناك سوابق عديدة، أدت إلي إحراج المصريين، وتسببت في عرقلة جهود السلام.
في يوم 26 يونيو 2006 وفي أعقاب اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، طلب عمير بيرتس وزير الدفاع الإسرائيلي، من مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، أن تتوسط مصر لإطلاق سراح الجندي المخطوف، وفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية.
تدخل الرئيس المصري محمد حسني مبارك، لحل الأزمة، واجرى اتصالاته، وأعلن عن قبول حماس لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي بشروط. وأُعلن أيضا أن الوساطة المصرية تسببت في وقف الاجتياح العسكري البري الإسرائيلي لغزة، والذي كان يخشى منه وقوع كوارث إنسانية أكثر وطأة من الوضع الراهن.
في يوم 30 من الشهر نفسه، تناقلت بعض وسائل الإعلام، تصريحات، عن مصادر إسرائيلية أمنية مجهولة (لم يذكر اسم المصدر)، تنفي ما تردد إعلاميا عن أن الوساطة المصرية هي السبب في إيقاف الهجوم البري الإسرائيلي علي القطاع.
هذان سلوكان متناقضان، وزير الدفاع الإسرائيلي يطلب من المصريين التوسط لدي الفلسطينيين، ثم تصدر تصريحات أمنية إسرائيلية تنفي وقف الاجتياح البري بناء علي وساطة مصرية لوقف الهجوم العسكري، وأن مصر لم تطلب وقف التحرك العسكري البري ضد غزة من تل ابيب!
هذه تبدو وكأنها دعوة إسرائيلية مثيرة للدهشة لإحراج القاهرة، تل أبيب تدعو المصريين للتوسط لإطلاق صراح الجندي شليط، ثم تقدم لهم هدية، بتصريح يظهرهم وكأنهم يعملون لإنقاذ مقاتل إسرائيلي دون الاهتمام بأرواح إخوانهم من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء!
منطق غريب، وتناقض في السلوك، ولكنه ليس الأول من نوعه، فهناك سوابق عديدة، أدت إلي إحراج المصريين، وتسببت في عرقلة جهود السلام.
أتذكر في هذا الصدد قصة مثيرة وردت في كتاب تحت عنوان "كيف يرانا الإسرائيليون؟ مذكرات موشيه ساسون، السفير الأسبق لإسرائيل في القاهرة" ترجمة الكاتب الصحافي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، حسين سراج الدين.
مضمون هذه القصة الطويلة، يحكي أن مناحيم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، كان قد التقى الرئيس المصري محمد أنور السادات، في شرم الشيخ قبل الانتخابات الإسرائيلية بأيام، وهدف من هذا اللقاء إلى استغلالها في أغراض انتخابية، وكان الرئيس السادات مدركا لهذا الهدف غير المعلن، إلا انه وافق على اللقاء، وكان يرمي إلى دعم بيجن لأنه رجل قوي يمكنه تمرير قراراته في تل أبيب.
بعد يومين فقط من هذا اللقاء، وتحديدا في يوم 7 يونيو 1981، كان رد بيجين للجميل، فتم ضرب المفاعل النووي العراقي، وكان غضب الرئيس المصري بالغا، وشعر بإهانة شخصية، فقد وضع في موقف محرج للغاية أمام شعبه، وأمام العالم العربي الرافض لاتفاق السلام في حينها.
نوع آخر من التناقض في السلوك الإسرائيلي مع مصر، هذه المرة هو تناقض اقتصادي: وقعت القاهرة مع تل أبيب وواشنطن اتفاقية "المناطق الصناعية المؤهلة" المعروفة بالكويز، وبدأ تفعيل الاتفاقية في مطلع العام الماضي، وراج أن تلك الاتفاقية ستنعش الاقتصاد المصري، وهي بالفعل فعلت ذلك.
الكويز ساهمت في مضاعفة أسعار الأسهم في البورصة، ورفعت صادرات مصر إلى أميركا في العام الماضي بنحو 57% في عام 2005، وحافظت وفقا للسفير الأميركي بالقاهرة فرانسيس ريشتاردوني، على نحو 150 ألف وظيفة في قطاع المنسوجات، فيما ينتظر أن توفر نحو 250 ألف وظيفة أخرى بحلول عام 2010.
كل هذه المزايا لا تمنع من أن الإسرائيليين يبذلون جهودا كبيرة لتعطيل نمو اقتصاد مصر من جانب آخر، من خلال منع دخول القاهرة في مفاوضات لإنشاء منطقة تجارة حرة مع أميركا، على غرار بعض الدول العربية مثل الأردن، والمغرب، وعمان، والبحرين.
وجود منطقة تجارة حرة بين مصر وأميركا، سيلغي الميزة التي حصلت عليها إسرائيل من الكويز، والتي تقضي بضرورة أن يتضمن كل منتج مصدر إلي أميركا من المناطق الصناعية المؤهلة في مصر، نسبة كانت 11,7% في البداية، انخفضت إلي 8% مؤخرا، منطقة التجارة الحرة، ستتيح دخول المنتجات المصرية إلى الأسواق الأميركية أيضا دون ضرائب (مثل الكويز)، بل ستكون أفضل لان حينها لن تتقيد بالشرط الملزم بدمج نسبة من المنتجات المستوردة من إسرائيل (وفقا للنسبة سالفة الذكر).
هذه التناقضات تبدو أنها تصب في مصلحة إسرائيل، دون مراعاة اعتبار لأول دولة وقعت معها اتفاقية سلام، الإسرائيليون بهذا يقلصون فرص التعاون معهم من قبل العالم العربي، لأنهم لم يجتهدوا لجعل سلامهم مع مصر نموذجا يحتذي به.
باحث وصحافي مصري *
1 تعليقات:
في 1:00 ص , غير معرف يقول...
سید اولاد پیغمبر اسلام = سنده اولاد شیطان
سید اولاد زهرا بنت رسول = فضله نجس شیطان در خاک پاک ایران.
سنده موجودات در حلقوم فاطمه زهرای بنت رسول الله
کیر سید مجهول تو کس خو کون خواهر و مادر سید اولاد پیامبر اسلام
سنده ملت جهان تو کس و حلق خواهر و مادر مداحان و روضه خوانان خاندان محمد رسول الله
مداح اهل بیت = خواهر کسده و مادر جنده
شیعه دارای اعتقاد شدید به اسلام = سنده خوک و خواهر کسده و مادر جنده
کیر تو خواننده این مطلب تو کس خواهر و مادر سید اولاد پیغمبر اسلام و تو کس ننه هرچی مسلمان
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية