أوباما في رحلة من الخوف إلى الأمل
ميدل ايست اونلاين
بقلم: ياسر خليل
كانت تجربة قصيرة في الوقت، لكنها مثيرة بكل المقاييس بالنسبة لي، رايت فيها الحداثة تمتزج بمعمار وسط اوروبا القديم، وشخصيات بارزة من ديانات وخلفيات فكرية وثقافية ومهنية متباينة، قدمت من شتى انحاء العالم تتحاور معا وتفكر سويا في هدوء وسلام.
وعلى بعد ما يجاوز 4000 ميل، كانت هناك تجربة تاريخية تجري على قدم وساق لاختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة. وثمة ما دفعني للربط بين الحدثين.
ففي قلب العاصمة التشيكية براغ، حيث اقيم المؤتمر الثاني عشر لـ"منتدى 2000" على مدار ثلاثة ايام (من 12-14 اكتوبر 2008)، طُرحت قضية الخوف -من بين قضايا عديدة بالغة الاهمية– للنقاش.
وفيما كان مرشح الحزب الديمقراطي (حينها) السيناتور باراك اوباما يطرح على الاميركيين الاختيار بين الامل والخوف، كنا نحن في قصر زوفين القابع في جزيرة صغيرة على نهر فلتافا نتحدث ايضا عن الخوف وكان الامل يحدونا للتخلص منه.
فقد خصص المؤتمر ندوتين تحت عنوان رئيسي هو "اعادة النظر في الخوف"، ادارهما البروفيسور جان اوربان، الصحافي والاستاذ الجامعي التشيكي.
وساذكر المحاضرين في الندوتين فقط لأوضح مدى الاهمية التي بات الخوف يحتلها في عالمنا.
في الندوة الاولى: وزير خارجية التشيك السيد كارل شوارزنبرغ والسفير جوس ماريا ارغوتا، مستشار الامن القومي وسفير غواتيمالا في كل من اليابان وبيرو سابقا، وارشاد منجي وهي استاذة جامعية كندية، والكسندر بودرابينك رئيس تحرير وكالة بريما للمعلومات في روسيا، وكارلوس ليفسكو مدير بمنظمة "الشباب بين العقائد الاساسية"
وفي الندوة الثانية التي بثتها وكالة "نيوزماتيك" الاعلامية للجمهور في شتى انحاء العالم عبر الانترنت كان المحاضرون هم الفيلسوف والكاتب الاميركي الشهير لي هاريس، والسفير ماريا ارغوتا (مرة اخرى)، اضافة الى كاتب المقال.
وفيما شهدت الندوة الاولى حضورا كثيفا في القاعة الكبيرة بالقصر، استعاضت الثانية التي اقيمت بالقاعة الصغيرة بمتابعة واسعة من الجمهور عبر الانترنت. وعلى الجانب الاخر من العالم، حظي حديث اوباما حول الخوف والامل بقبول شعبي واسع ونجح نجاحا ساحقا، ليصبح بذلك اول رئيس اسود للولايات المتحدة.
كان المحاضرون في الندوتين يتحدثون عن تجاربهم مع الخوف، تجارب اضحت في ذاكرة التاريخ بعد ان استطاعوا هزيمة ذلك الشعور بداخلهم وتجارب حاضرة لا تزال تمثل كابوسا متواصلا بالنسبة لهم.
وكان ابرز صنفين جرى الحديث عنهما الخوف السياسي الناتج عن بطش الانظمة الديكتاتورية كالتي ابتلي بها معظمنا في العالم العربي، والخوف الديني الذي يعد ثمرة خبيثة للتطرف والغلو والذي بات -للاسف الشديد- ملازما لذكر الدين الاسلامي اكثر من اي دين اخر.
في هذا المؤتمر الذي جاء بمبادرة شخصية من الرئيس التشيكي السابق فاسلاف هافيل واصدقائه البارزين يوهي ساساكاوا رئيس مجلس ادارة مؤسسة نيبون، والحائز على جائزة نوبل ايلي واسل، لم يكن اهتمام تلك الشخصيات بظاهرة الخوف التي بدأت تجتاح العالم امرا عاديا، بل ملفتا ويستحق التامل.
جدير بالذكر ان الرئيس هافيل احد الذين استطاعوا كسر جدار الخوف حين كان اديبا وناشطا سياسيا، ثم زعيما للمعارضة في تشيكوسلوفاكيا (1989-1992)، واخر رئيس لها، ثم اول رئيس لجمهورية التشيك (1993-2003)، والتي قادها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في 2004.
نأتي مرة اخري الي السيناتور اوباما، فهو ايضا كسر حاجز الخوف الذي بقي عائقا امام الاميركيين السود بمن فيهم وزير الخارجية السابق الجنرال كولن باول الذي امتنع عن خوض انتخابات الرئاسة لعام 2000 خشية اغتياله بدوافع عنصرية اذا ما نجح بها، وفق ما قاله الدكتور جيفري ليتش مدير مركز الدراسات الأميركية، في الجامعة الأميركية بالقاهرة.
يتاهب اوباما للحظة تاريخية يقود فيها بلاده التي تؤثر سياستها في العالم اجمع، تصاحبه نجاحات لا تقتصر فقط على فوزه كاول رئيس اسود في تاريخ اميركا او تفوقه بشكل كبير على منافسه او حتى درجة الاقبال غير المسبوقة على الاقتراع، لكنه حقق ما لم تستطع وسائل اعلام رصدت لها عشرات الملايين من الدولارات لتحسن صورة اميركا امام العالم.
لقد واصلت القراءة والاستماع لعشرات وربما مئات التعليقات من مواطنينا العرب حول فوز اوباما منذ اللحظة الاولى لاعلان فوزه التاريخي، ووجدت ان الثقة والامل واحيانا الفخر والفرحة تزين تلك التعليقات.
العالم ايضا خائف ليس الاميركيون وحدهم. اعتقد ان الرئيس الاميركي الجديد يدرك ذلك جيدا، فقد بدا ذلك واضحا من برنامجه الانتخابي، ومن احاديثه وتصريحاته.
نتمني ان تصبح فترة رئاسته رحلة يقطعها كوكبنا -الذي تحيط به وتسكنه الاخطار- من سجن الخوف الى آفاق الامل الواسعة. وان يكون قد حان وقت التغيير.
ياسر خليل
باحث وصحافي مصري
yasserof2003@yahoo.com
نشر في يوم 6-11-2008
http://www.middle-east-online.com/?id=69502
1 تعليقات:
في 4:10 ص , ياسر خليل يقول...
لماذا دائما شوبير هو الذى يهيج الاعلام لماذا شوبير هو وحده محور الاعلام فى كل الوسائل المرئيه والمسموعة والمكتوبة لقد اخذ جدل كبير زائد عن الحد لقد تكلم الشعب المصرى سواء كان مع شوبير او ضده او ليس هذا موقف يدعو ا الى السخريه لقد اخذ شوبيى مساحة اعلاميه اكبر من القضية الفلسطينية واكثر من مناقشة احوال البلاد من مشاكل حياتية للمواطن المصرى الذى يعانى دائما فى مأكله ومشربه وما يعانية من ارتفاع فواتير الكهرباء والمياة التى اثقلت المواطن بالهموم مباراة مصر والجزائر انتهت وحتى الغرامة ليست هى اخر الزمان فمصر اكبر من كل مبالغ الدنيا دائما ما يحاول الفكر الصهيونى اغراق المواطن المصرى فى مشاكل تعوقه عن التنميه وتحاول دائما تفعيل الخلاف بين المصرى والمصرى والعربى بالعربى افيقوا ايها البشر المصرى والعربى دعوا الخلاف والاختلاف وانظروا الى التنمية وانظروا الى اسرائيل كيف تفكر وواجهوا الفكر بالفكر واعملوا على تقوية انفسكم اولا بدلا من الجرى وراء خلافاتمرتضى وشوبير وشوبير واتحاد الكرة وانسوا الخلاف وقدموا التعازى لشوبير وابدءوا صفحة جديدة والمسامح كريم وفى النهاية شوبير مصرى ونحن جميعا مصريين غلابة
سامى يعقوب صحفى بجريدة اخبار الرياضة ورئيس القسم الرياضى باخبار المنوفية
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية